كيف تحدد أهدافك الشخصية والمهنية في السنة الجديدة؟

تحديد الأهداف هو وسيلة رائعة للتخطيط للعام القادم؛ إذ يمكن للأهداف أن تساعد على الحفاظ على دافعك وتلهمك نحو تحسين ذاتك، كما قد تساعد على رفع مزاجك وتمكينك من التقدم أكثر في حياتك المهنية.



سنقدِّم في هذا المقال نصائح عن كيفية تحديد الأهداف للعام الجديد، ونناقش أهدافاً تساعدك على تحسين حياتك الشخصية والمهنية، ونقدِّم نصائح عن كيفية تحقيق هذه الأهداف.

نصائح لتحديد أهداف العام الجديد:

سواء كنت تحاول الحفاظ على صحتك، أم تحسين إنتاجيتك في العمل، أم تطوير مهارة جديدة، فتوجد فرصة كبيرة تحفزك في العام الجديد لإجراء تغيير، أو ربما قد تذكِّرك بالدورة السنوية لفشل قراراتك، ويبدو أنَّنا غير جيدين عندما يتعلق الأمر بالتمسك بأهدافنا للعام الجديد؛ إذ يتخذ معظمنا قراراته ويتخلى عن جهوده للتغيير قبل أن تنتهي السنة حتى.

وفقاً لأحدث الأبحاث، توجد نصائح كثيرة لوضع الأهداف بنجاح أكثر من مجرد التحفيز، وهذه النصائح هي:

1. كن هادفاً:

لا تضع أهدافك بشكل تعسفي، فإذا كنت لا ترغب في أن تتراجع عزيمتك، فحدد أهدافاً تتماشى مع قيمك ولها أهمية شخصية، فقد لاحظ "مارك بروسر" مؤسس وناشر موقع (Fit Small Business) أنَّ عدداً من الأشخاص يرتكبون خطأ تحديد أهداف غير واقعية.

"أكبر خطأ هو وضع هدف في شيء تشعر أنَّك مجبر أن تفعله بدلاً من شيء ترغب في القيام به"، ويقول: "إنَّ جزءاً من وضع الأهداف بنجاح هو تحديد من تريد أن تكون، بدلاً مما ترغب في القيام به".

"ابدأ بتحديد قيمك"، ويقول: "من الهام أن تخصص الوقت للتفكير فيما هو هام في حياتك، فالقيم هي الوحدات الأساسية للأشياء التي نقوم بها في حياتنا وهي بحد ذاتها لا تنتهي أبداً، وكثير من الناس ينسون النظر إلى قيمهم الخاصة قبل وضع الأهداف".

فيما يأتي بعض الأمثلة:

  • القيمة: تعزيز العلاقات الشخصية.
  • القرار: تحديد هدف للاتصال بصديق أو زيارة قريب بوقت محدد كل أسبوع.
  • القيمة: أن تصبح مستقلاً مالياً.
  • القرار: قرار زيادة نسبة الراتب التي توفرها للتقاعد كل شهر.

2. تجنَّب التشتيت:

لا يمكن أن يحدث كثير من الأشياء دون خطة، فبعد وضع نوع الأهداف الصحيحة بناءً على قِيمك، طوِّر استراتيجيات لمساعدتك على تحقيقها، وذلك وفقاً للطبيبة النفسية "ستيفاني أوليري".

"من غير المرجح أن يحدث التغيير دون استراتيجيات محددة؛ وذلك لأنَّنا جميعاً مخلوقات من هذا النوع"، وتقول "أوليري": "مع ذلك، وبمجرد إنشاء خطة، ستكون أكثر احتمالاً لتحسين سلوكك"، فقد شهدت "أوليري" كيف ساعدت استراتيجياتها الشخصية على تحقيق أهدافها في إنشاء عملها.

"كان وضع الأهداف حاسماً في نجاح ممارستي الخاصة"، وتقول: "عندما بدأت، كنت أملك عدداً قليلاً فقط من العملاء، وكان من السهل الوقوع في حالة من الهلع، خاصةً بعد التوقيع على عقد إيجار لمكتب.

بدلاً من ذلك، قدَّمتُ أهدافاً شهرية فيما يتعلق بعدد الجلسات التي أرغب في جدولتها، وكذلك فكرتُ في وسائل لتحقيق ذلك، مثل التطوع في المجتمع وإلقاء محاضرات لمجموعات متنوعة، كما خصصتُ عدداً معيناً من الساعات أسبوعياً للتواصل مع زملاء العمل في المنطقة".

3. تعرَّف إلى بيئتك:

أنشئ واتبع النظام الخاص بك، لكن لا تعتمد فقط على القوة الإرادية وحدها لتغيير سلوكك على الأمد الطويل؛ إذ يقول "رايان أودونيل" مؤسس معهد التعليم المعنوي: "إنَّ البيئة لديها كثير من العلاقة بنجاح (أو فشل) أهدافك".

"في كثير من الأحيان، ستكون لديك أفكار رائعة بشأن طريقة يمكنك تغيير حياتك، وقد تساعد كل هذه الحماسة الشخص على تحقيق أهدافه في البداية"، ويقول: "مع ذلك، ومع مرور الوقت، يعود الناس إلى روتينهم اليومي الذي يكون عادةً مضاداً لقراراتهم".

تبنِّي نهج "إذا" لتحقيق هدفك، لا يمكنك فيه السيطرة على كل جانب من جوانب بيئتك، ولكنَّ التخطيط المسبق للحالات التي قد تعرقل هدفك - مثل تجنب تضييع الوقت في العمل بالدردشة إذا كنت تحاول زيادة إنتاجيتك في العمل - قد يبقيك على المسار.

4. فكِّر بأمور صغيرة وأكرِم نفسك:

في بعض الأحيان، تحمل الصعوبة الهائلة لقرارات رأس السنة معها ضغط التغيير؛ لذا جرِّب العمل نحو انتصارات صغيرة قبل التصدي لأهداف أكبر، فهل ترغب في أن تكون أكثر صحة؟

بدلاً من وضع هدف للذهاب إلى الصالة الرياضية لساعة كل يوم، ابدأ بالقيام بالمشي ثلاث مرات في الأسبوع، وبمجرد أن تلتزم بهذه الخطوة، انتقل إلى هدف أكبر؛ إذ ستعزز ثقتك في إيجاد هوية جديدة لسلوكك وتوفِّر دافعاً للتغيير المستمر.

5. قس تقدُّمك:

دون مقياس مجازي (أو حرفي) لقياس نتائجك، ستكون أفعالك ذات معنى ضئيل؛ إذ "يمكنك قياس الأهداف بطرائق متعددة"، وتقول "أوليري": "يفضل بعض الأشخاص استخدام قائمة بسيطة، بينما يفضل بعضهم الآخر إنشاء تقويم يومي للمهام للبقاء على المسار، ومن الوسائل الممتعة للحفاظ على الأمور في تطور هي استخدام الطريقة المجربة والحقيقية في الروضة؛ وهي إعطاء نفسك نجمة أو وجهاً مبتسماً عندما تقوم بخطوة صغيرة نحو هدفك النهائي".

تتيح لك المتابعة بعناية لتحقيق أهدافك أيضاً تحليل قيمك واستراتيجياتك وسلوكاتك، وإجراء التعديلات اللازمة؛ إذ "تسمح مراجعة الأهداف بتحديد ما إذا كانت استراتيجيتك تعمل أم إذا كانت تحتاج إلى تغيير"، ويقول "أودونيل": "يجب أن تتزامن مراجعة الأهداف أيضاً مع استعراض للقيم، ويجب أن ترى هل الأهداف التي حددتها في وقت سابق ما زالت تتناسب مع كيفية رؤيتك لحياتك".

كيف تحدد أهدافك الشخصية والمهنية في السنة الجديدة؟

عند تحديد الأهداف للعام الجديد، حاول جعلها واقعية وقابلة للتحقيق، فعلى الرغم من أهمية تحدي نفسك، إلا أنَّ الحفاظ على أهدافك بسيطة وممكنة قد يجعل الالتزام بأفكارك وتحقيق طموحاتك سهلاً؛ لذا حدد ما هو أهم بالنسبة إليك، وحدد أهدافاً قد تساعدك على تحقيق تلك الأشياء.

15 هدفاً يمكنك أن تفكر في السعي نحوها في العام الجديد:

1. القراءة أكثر:

القراءة هي وسيلة رائعة لتحفيز عقلك وتعلُّم أشياء جديدة، فإذا كان لديك كومة من الكتب في انتظار القراءة، فخصص وقتاً لدمج القراءة في روتينك اليومي، حتى لو كانت فقط بجرعات صغيرة، وإذا لم تستمتع بقراءة الكتب، فاستمتع بقراءة أي شيء، مثل المقالات أو الصحف؛ إذ تحسِّن القراءة مفرداتك وتوسِّع قاعدة معرفتك، وهذا يجعلها نشاطاً قيِّماً.

2. أخذ استراحة عن وسائل التواصل الاجتماعي:

وسائل التواصل الاجتماعي هي أداة ضرورية للتواصل، لكن في بعض الأحيان يجب أن تأخذ استراحة منها للحفاظ على الصحة، فقد تكون وسائل التواصل الاجتماعي مشتتة عن العمل، وقد تستهلك وقت الفراغ الذي قد ترغب في قضائه بطرائق أخرى، كما قد تسهم أيضاً في إضافة سلبية إلى حياتك؛ لذا فكر في تتبُّع أو تحديد وقت لاستخدامها للمساعدة على تحقيق هذا الهدف.

3. التطوع:

التطوع هو وسيلة رائعة لإثراء حياتك الشخصية وحياتك المهنية، فقد تتعرف إلى أصدقاء جدد من خلال التطوع، وقد يؤثر تأثيراً إيجابياً في النمو الشخصي والمهني من خلال الإسهام في مجتمعك، كما يحسِّن العمل التطوعي مهارات العمل الجماعي الخاصة بك، وهذا يجعلك مرشحاً أقوى خلال مقابلات العمل.

4. ممارسة الامتنان:

ممارسة الامتنان هي عادة رائعة يمكن تكوينها تسمح لك بالتركيز على الأشياء الجيدة في حياتك بدلاً من السلبيات، ومن خلال اعتناق هذه الميول الإيجابية، قد تشعر بمزيد من الإلهام لتقدير مهاراتك وإنجازاتك الحالية أو وضع أهداف جديدة، فحاول أن تدمج الامتنان بوصفه جزءاً من روتينك اليومي، ويمكنك أيضاً ممارسة تمرينات الامتنان عندما تكون في حالة نفسية سيئة لمساعدتك على العودة إلى إطار تفكير إيجابي.

شاهد بالفيديو: كيف تحدد اهدافك في الحياة؟

5. ممارسة عادات النوم الصحية:

إنَّ لعادات نومك تأثيراً كبيراً في حياتك الشخصية ومهنتك، فالحصول على الكمية الموصى بها من النوم قد يعزز الإنتاجية ويحسن المزاج، وإحدى الطرائق لتحقيق عادات النوم الصحية هي الذهاب إلى الفراش في وقت أبكر كل ليلة تدريجياً حتى تصل إلى وقت النوم المرغوب.

تأكد من البقاء مستقراً في الروتين، ويمكنك أيضاً التخلص من الأشياء التي تعكر نومك، مثل النظر إلى شاشات الأجهزة في وقت متأخر من الليل أو تناول الكافيين في وقت متأخر من اليوم.

6. ممارسة عادات الأكل والشرب الجيدة:

ما تستهلكه يؤدي دوراً كبيراً في مزاجك وأدائك في العمل، فابقَ مرتوياً طوال اليوم، واحصل على ما يكفي من العناصر الغذائية لتبقى نشطاً وتعزز إنتاجيتك، وفكر باستبدال كوب القهوة الثاني بكوب من الماء، فقد تكون متجهاً إلى تخطي وجبة الإفطار للنوم أو العمل لإنهاء مشروع، ولكنَّ إيجاد وقت لهذه الوجبات يؤدي إلى زيادة الطاقة والتركيز طوال اليوم.

7. المحافظة على تنظيم مساحتك:

سواء كنت تعمل من المنزل أم في مبنى المكتب، قد يحسن الحفاظ على مساحتك منظمة إنتاجيتك في العمل، فإنَّ وجود مكتب نظيف ومنظم يقلل من التوتر ويجعل من السهل التركيز على المهام المطلوبة؛ لذا خصص بعض الوقت كل يوم أو حدد وقتاً كل أسبوع لتنظيم مكتبك وترتيب مكان عملك.

8. توسيع شبكة معارفك أكثر:

حدد نفسك وفق خطة لجعل التواصل مهمة بسيطة وجديرة بالمكافأة، وحدد القيام بعدد معين من فرص التواصل كل شهر، وقد يتضمن ذلك بناء اتصالات على وسائل التواصل الاجتماعي وحضور الفعاليات، فمن خلال زيادة اتصالاتك، فإنَّك تقوم بشكل أساسي بإنشاء شبكة من جهات الاتصال المهنية التي قد تساعدك على تحقيق أهدافك المهنية.

9. التفرغ للتعلم:

التعلم هو عملية مستمرة، سواء كنت في المدرسة أم بعد تخرجك؛ لذا ابذل جهداً للتعرف إلى أشياء تثير اهتمامك الشخصي أو تفيد مهنتك، ويمكنك حضور المحاضرات، وقراءة المقالات، أو مجرد المشاركة في محادثات للتعلم، فالتفرغ للتعلم الفعال يساعد على توسيع معرفتك الشخصية، وقد يؤدي حتى إلى اكتشاف موهبة أو اهتمام جديد.

10. تحسين التواصل الخاص بك:

التواصل هو من أهم المهارات في مكان العمل، وحتى إذا كنت بالفعل من الجيدين في التواصل، فكر في كيفية تحسين مهارات التواصل الخاصة بك، واسأل نفسك أسئلة عن مدى جودة استماعك لزملائك في العمل وكيفية تكرار الطلبات للتوضيح رداً على التواصل الفوري والرقمي، وضع خطةً للعمل على عناصر التواصل التي ترغب في تعزيزها.

إقرأ أيضاً: ما هي مهارات التواصل الفعال؟

11. ممارسة هواية:

امنح نفسك الوقت للاستمتاع بالأشياء التي تحب، وللاسترخاء والشعور بالرضى عن حياتك الشخصية، وفكر في إعادة التفرغ لهواية قديمة لم تحظَ بوقت لها، أو ابدأ هواية جديدة كنت ترغب في تجربتها، سواء اخترت الخَبز، أم الحياكة، أم الرسم، أم رياضة الكاراتيه، فإنَّ جعل الهواية أمراً يستحق الأولوية هو هدف مجزٍ لتحديده للعام الجديد.

12. إنشاء ميزانية جديدة:

من المفيد إعادة تقييم ميزانيتك بانتظام، وبداية العام هي وقت رائع للقيام بذلك؛ لذا حدد ما إذا كانت ميزانيتك السابقة قد نجحت وما إذا كانت قد فشلت، وأنشئ ميزانية جديدة واستفد من الجوانب الإيجابية في ميزانيتك القديمة وطبِّق تكتيكات جديدة لتحقيق النجاح، فالتأكد من التزامك بالميزانية يساعدك على تحقيق أهدافك المالية وبدء العام الجديد بخطة توفير جيدة.

13. ممارسة الرعاية الذاتية:

هدف هام يجب تحديده جنباً إلى جنب مع أهدافك المهنية هو ممارسة الرعاية الذاتية، فمن أجل تحقيق أهدافك الأخرى وتجنب حدوث الإرهاق، اسمح لنفسك بأخذ استراحات ووقت شخصي حسب الحاجة.

اعمل على تطوير روتين دائم للرعاية الذاتية، على سبيل المثال، أنشئ روتيناً للعناية بالبشرة، أو ممارسة التأمل، أو حتى وضع وقت في جدولك للاسترخاء ومشاهدة فيلم.

14. تحديث سيرتك الذاتية:

من الجيد دائماً أن تكون لديك نسخة حديثة من سيرتك الذاتية، فإذا فرضت الظروف فرصة، يسمح لك ذلك بتقديم طلبك بسرعة دون الحاجة إلى القلق بشأن تحديث سيرتك الذاتية في إطار زمني محدد، كما أنَّها فكرة جيدة الاحتفاظ بتحديث سيرتك الذاتية على ملفاتك الشخصية عبر الإنترنت، فلا تعلم أبداً من قد يلقي نظرة على ملفك الشخصي، وترغب في ترك انطباع جيد بسيرتك الذاتية الأحدث.

15. تحسين مهارات إدارة الوقت الخاصة بك:

قد يكون تحسين مهارات إدارة الوقت مفيداً لك بصرف النظر عن مسار مهنتك الخاص، فحاول ضبط منبهك لتعطي نفسك وقتاً إضافياً قبل المواعيد أو الاجتماعات، ويمكنك أيضاً محاولة إدارة وقتك بشكل أفضل طوال اليوم.

على سبيل المثال، إذا كان لديك عدد كبير من المهام لإنجازها طوال اليوم، فقسِّم يومك إلى فترات زمنية أصغر وخطط لكمية محددة من العمل الذي تريد إكماله في كل فترة زمنية.

إقرأ أيضاً: طريقك نحو النجاح: خمس نصائح لتحقيق أهدافك بسرعة

في الختام:

تظهر بوضوح أهمية تحديد الأهداف المهنية للعام الجديد وكيف تكون هذه الخطوة الأساسية نقطة انطلاق حقيقية نحو تحقيق التطور والنجاح المهني، فعندما نتبنى رؤية واضحة لمستقبلنا المهني ونضع أهدافاً قائمة على قيمنا الشخصية، نزرع بذور التحفيز والنمو.

لذلك، لنجعل من السنة الجديدة فرصة لتحقيق طموحاتنا، ودعونا نتبنى عادات إيجابية، ونكون قادرين على تحديد أهداف واقعية وملهمة، ويبقى الالتزام والتقييم المستمر رفيقَين هامَّين في هذه الرحلة؛ إذ يمكننا أن نشق طريقنا نحو التقدم المستدام وتحقيق تطلعاتنا المهنية.




مقالات مرتبطة